
يوجد في الحياة كثير من التقلّبات والأحداث، منها السلبيُّ ومنها الإيجابيُّ، ومنها ما هو خاضع لإرادتنا أو سيطرتنا، ومنها لا نملك إزاءها أيّ خيار، ولا يمكننا منعه أو تجنُّبه، مثل: الشيخوخة أو الموت.
إذا ظَهَرَ لك - سلَّمك الله - وَجْهُ ما ذَكَرْناه، أيقنتَ أن طَلَبَ الكمال لا يعوق التميُّز؛ بل على العكس تمامًا، هو داعٍ إلى التميُّز، فإن ضعُفْتَ عن الكمال، فلا يتسلَّل إليك فكرٌ سلبيٌّ؛ سواء بالضيق، أو تَرْك العمل، أو غير هذا، ولتتذكَّر حينئذٍ النصوص السابقة، وتذكَّر أنَّ الأصل هو استقامة القلب على كل حالٍ، وأنَّ عمَلَ الجوارح يكون بحسَبِ الطاقة، حتى في الكفِّ عن الذنوب إن غلبتْك الطبيعةُ البشريةُ، فتذكَّر حديث أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بِيَدِه، لو لم تُذنبوا لَذَهَبَ الله بكم، ولَجاء بقومٍ يُذنبون، فيستغفرون الله فيَغْفِر لهم))؛ رواه مسلم، والمهمُّ عدم الإصرار، والإسراع بالتوبة.
استخدم الحديث الإيجابي مع النفس. إذا كنت تحاول علاج تطلعك الهوسي نحو الكمال، فمن المحتمل أنك تعاني من تدني احترام الذات. إذ تجعل من الصعب أن ترقى إلى مستوى التوقعات غير الواقعية التي حددتها لنفسك، ثم يتسبب الفشل في تلبية تلك التوقعات في شعور بالسوء تجاه نفسك.
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
الكمالية في المعايير الشخصية: قد يلتزم الشخص الذي يمارس هذا النوع من الكمال بمجموعة من المعايير التي تحفزه؛ وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض الاخر أن هذه المعايير عالية، إلا أنها تحفز الشخص الذي يضعها. ويُعتقد ان هذا النوع من المثالية صحي، لكونه لا يؤدي إلى الإجهاد المفرط أو الإرهاق.
الحياة ليست عن كونك مثاليًا، بل عن التقدم، التعلم، والاستمتاع بالرحلة. عندما تتوقف عن السعي وراء الكمال، ستُصبح أكثر إنتاجية، وستشعر بالرضا عن نفسك، وستكتشف أن الجمال الحقيقي في الأمور البسيطة وغير المثالية.
ما هو التحليل النفسي الكامن وراء الميل الوسواسي نحو الكمال؟
لكنَّ المشكلة تكمن فيمن يَسجُن ذاته داخل مفهوم الكمال المطلق والمجرَّد، ولا يَعُدُّه نموذجاً للتحفيز، وهذا تقصير مجتمعيٌّ، وثقافيٌّ، وتربويٌّ، منتشر عند مختلف الطبقات، والمستويات الاجتماعية.
الخوف المتكرر من رفض الاخرين، أو الشعور بعدم الأمان وعدم الاكتفاء.
والكمال على مستوى الحياة الشخصية؛ حيث إنني يجب أن تكونَ أخلاقي حسنة، وإذا غضِبتُ مرةً أشعر بعدها بعدم ارتياح ونقصٍ، وبأنَّ كل تعبي في أن تكونَ أخلاقي حسنة ذهب هباءً منثورًا!
بصفتك كماليًا، من المحتمل أن تعتبر كل خطأ فشلًا. من المحتمل أيضًا أن تخشى الرفض من المحيطين بك، بما في ذلك والديك أو رؤسائك.
ماذا لو كانت أعظم نقاط ضعفك هي أعظم نقاط قوتك؟ ماذا لو كانت محنتك هي منفعتك؟
وقد يجد الأشخاص الذين يسعون جاهدين لتحقيق الكمال –نظرا لشعورهم بالنقص أو الفشل- أن من المفيد التحدثَ إلى طبيب نفسي، وهذا يساعد غالبا على إدارة النقد الذاتي المفرط.
وبقدر ما تجتذب تلك المثالية نجاحات متوالية، فإنها عند حد ما قد تصبح في تطرفها مبعثًا للإرهاق والتسويف ونقد الذات ووضعها محل اقرأ المزيد مقارنة بشكل دائم.